الكتاب

*القمة الصينية العربية ، دلالات وتوقعات* *عمار العركى*  

– تحدثت الأخبار عن لقاء السيد وزير الخارجية السُودانى المكلف بالسيد “لي تشونغ” مبعوث الصين للقمة العربية الصينية المتوقع عقدها بالعاصمة السعودية الرياض في ديسمبر القادم ، وبحثا معاٌ أهمية القمة المرتقبة وضرورة المشاركة فيها باعتبارها آلية مهمة لتطوير التعاون بين الدول العربية الصين في الظروف والأزمات التي يمر بالعالم في أعقاب جائحة كورونا وأزمة الغذاء جراء، التغيرات المناخية والحرب الروسية الأوكرانية،
– فيما كد المبعوث الصيني اهتمام بلاده بتعزيز الشراكة مع السودان ودعمه اللامحدود للسودانين للعبور بالمرحلة الانتقالية دون تدخل في شئونه الداخلية،
– من جانبه أكد وزير الخارجية المكلف توجه السودان نحو تطوير علاقاته مع الصين في كافة المجالات مشيراً إلى أن السودان يولي أهمية خاصة للقمة العربية الصينية باعتبارها آلية مهمة لتطوير التعاون بين الدول العربية .
**   فكرة عقد قمة صينية عربية دورية قديمة ومنذ منذ العام 2012م ، حين دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية حينها الدكتور نبيل العربي فى 31 مايو خلال كلمته أمام الدورة الخامسة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصيني العربي، قائلاً “حان الوقت للنظر فى إمكانية عقد قمة عربية صينية تعبيرا عن عمق ومدى التطور الذى وصلت إليه العلاقات بين الطرفين فى إطار المنتدى والآفاق الواعدة لهذه العلاقات”
**   تعتبر القمة العربية الصينية هى الأولى والتي ستستضيفها السعودية في ديسمبر المقبل ، وبإعادة قراءة إنعقاد القمة من حيث المكان والزمان والتطورات المحطية بالمنطقة ، وبمحوري القمة الرئيسيين ” السعودبة والصين” ، بحيث.تبرز العديد من الدلالات المصحوبة بتوقعات فى إطار التحولات العالمية وصعود الصين بقوة كقطب منافس ومهيمن فى ظل تراجع القبضة الآحادية الأمريكية على المنطقة .
**   فى هذا الإطار ، تبرز العديد من الدلالات فى عدة إتجاهات ، جراء انعقاد قمة الصين العربية الاولى – على نسق قمم صينية إقليمية فى إطار الإستراتيجية الصينية القائمة على المبادئ  الصينية  الصارمة ( عدم التدخل فى.الشئون الداخلية ، الشراكة الإقتصادبة والتنمية فى إطار صداقة الشعوب) مما ساعد في نجاح كآفة القمم الصينية السابقة وسارع فى وتيرة النفوذ والتمدد الصينى.
**   الدلالة الأولى:-
إنعقاد القمة في الرياض وبرعاية سعودية تحت مظلة الجامعة العربية يُعد  محطة بارزة في مسيرة الشراكة الإستراتيجية بين الدول المملة والدول العربية والصين.
**  الدلالة الثانية:
 التنين الصيني لا زال يتمدد ومزيد كسب مساحات وأرضيات جديدة لأقدام النفوذ والتغلغل بنوعيه القتصادى والسيايى ، فى المحيط العربى والإفريقى.
** الدلالة الثالثة:  تزايد وتيرة تسجيل الحضور السياسى الصيني فى  المنطقة عقب اتباع الصين  لنهج “تعيين المعوثيين “فقد ابتدر  المبعوث الصيني للقرن الأفريقى (شيويه بينغ ) نشاط مهمته بعد فترة قصيرة من حضوره ،  باقامة منبر دوري وتجمع صيني لسلام دول القرن الافريقى بأديس ابابا فى يونيو الماضى.
**  الدلالة الرابعة :
تبنى السعودية ورعايتها للقمة تحت مظلة جامعة الدول العربية ، يؤكد على ذهاب السعودية بعيدا في إعادة تموضعها واستعادة نفوذها العربي – الخليجي – الإفريقى والذى فقدت منه الكثير لصالح حليفتها “الإمارات”، والتى بدورها تضآل حضورها جراء ذات المتغيرات والتحولات ، اهمها ذهاب حليفها الأمريكى  “ترمب” ومقدم نقيضه “بايدن”.
**  الدلالة الخامسة :  استعدادا لمآلات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتحولات الراهنة والمتوقعة فى المواقف ،مضت السعودية فى بناء تحالفات اقليمية جديدة مثل ” تجمع دول الدول الثمانية المشاطئة للبحر الأحمر ” ، والعمل على نفض الغبار عن  كيانات قديمة والتأثير عليها وبها  ، مثل ” مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية “.
**  التوقعات:
 الجهود الصينية فى إطار القمة لدعم القضايا العربية وإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة في المنطقة ، نتوقع تحرز تقدماٌ إيجابيا في تسويتها والحد منها .
**  فى اطار الشراكة الإستراتيجية السعودية الصينية، نتوقع ان تحقق الدولتين مصالحهم الإقتصادية والسياسية والتى بالضرورة يكون لدول منطقة ريع منها ،
**  نتوقع ان تعمل السعودية على الإستفادة من هذه القمة والنفوذ والآفاق  الصينية نحو  الدول “الأفريقية”الأعضاء بالجامعة العربية بغرض إعادة تموضعها الإفريقي
**  خلاصة القول ومنتهاه:
* السودان ، ظل  بمنأى عن هذه الفاعليات والتكتلات الإقليمية والعربية والتى بدأت فى النشؤ والتطور مع بداية العام 2017
 -تحالف دول القرن الافريقي – والذى تزامن مع بداية الإضطرابات والأزمات الداخلية وإستمراريتها حتى اللحظة ، مما أقعد السودان عن مواكبة المتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية ، وبالعكس ، السودان ظل السودان يفقد من رصيده وثقله السياسى والوظيفى السابق داخل عدد من الكيانات الإقليمية المؤثرة  كالاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية.
*  رغم ذلك بإمكان السُودان إنقاذ ما يمكن إنقاذه من “متبقى رصيد” إن أعاد قراءة المشهد وفق “التطورات والمطلوبات” على.ضؤها يتم استباق القمة،بوضع خطة إستراتيجية من المختصين والخبراء إستعدادا للقمة في ديسمبر القادم، للخروج بأكبر المكاسب منها ،وفى الحد الأدنى المحافظة على ماتبقى من مكاسب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!