أخبار

“اختفاء الأشخاص”: جمعنا أدلةً قويةً أفقدتنا الثقة بالطب العدلي بالسودان

الخرطوم: صوت السودان

رفضت لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص المُشكلة بواسطة النيابة العامة، العمل ضمن لجنة بها أطباء شرعيين يواجهون اتهامات لم يكتمل التحقيق فيها بشأنهم.

ودعت اللجنة في بيان، لربط التعامل الفني للجثامين مع التحقيقات حول وقائع فقدان الأشخاص قسرياً، فيما رفضت المشاركة في أي عمل أو الإشراف عليه أو تحمل مسؤولية تطبيق البروتوكولات، ما لم تتم الاستعانة بخبراء دوليين مع بعض الخبرات الوطنية ذات الكفاءة والمصداقية، داعيةً المؤسسات الدولية المختصة للمساعدة في انتداب الخبراء للسودان حتى تتمكن اللجنة من استكمال تحقيقاتها على الوجه الأكمل.

وأكدت، أن وضع لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص عضو داخل لجنة التعامل مع الجثامين وكمراقب في آن واحد، أمر غير منطقي وغير سائغ قانوناً ولا يحقق الغرض الذي من أجله تشكلت وهو التحقيق عن انتهاكات أسفرت عن اختفاء الأشخاص قسرياً.

وقالت اللجنة، إن مصطلح مراقب ذو دلالة تعني “الرقابة على العمل” ولم يتضمن قرار اللجنة أي اختصاصات أو بيان لماهية هذه المراقبة خصوصاً في ظل وضع اختصاصات اللجنة الفنية التي تنتهي أعمالها بانتهاء العمل الفني ومهامها ذات التركيز على دفن الموتى مما يؤكد أن هذه اللجنة فنية وليست من مسؤولياتها التحقيق وفق ما نص عليه أمر تشكيلها.

وتابعت، شملت عضوية اللجنة المشار إليها أطباء شرعيين متهمين أمام لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص ولا تزال التحقيقات مستمرةً بشأنهم، ومن غير المتصور أن تعمل اللجنة ضمن لجنة تضم في عضويتها أطباء يواجهون إجراءات جنائية تحت إشرافها وإن اختلفت مهامهم فيها من بينهم رئيس الهيئة التي تتولى أمر تشكيل اللجان الفنية.

وقال البيان، إن وضع المؤسسات الدولية وأسر المفقودين والشهداء “أصحاب المصلحة”، كمراقبين دون أدنى اختصاصات يجعل من وجودهم هذا محاولة لاكتساب مصداقية وشفافية قد لا يمكن أن تتحقق على الواقع ولا تستند مراقبتهم على أي معيار علمي أو فني يمكنهم من بيان صحة أو عدم صحة أي إجراء قد يتخذ.

وأشار البيان، إلى أن لجنة المفقودين قد أجرت تحقيقاً شاملاً موسعاً في مشارح ولاية الخرطوم انبنى على أُسس علمية ومنهجية تحقيق دولية، واستطاعت أن تجمع أدلةً قويةً توصلت من خلالها إلى فقدان الثقة في الطب العدلي في السودان، مما حدا بها إلى التواصل مع جهات دولية ذات خبرة عالمية في الطب الشرعي عبر حكومة السودان ممثلة في مجلس الوزراء، حيث زار فريق الطب الشرعي والأنثروبولوجيا “EAAF” السودان في يوليو 2021 وهو أول مؤسسة دولية في 30 دولة حول العالم لما يقارب الأربعين عاماً.

وأكد بيان لجنة اختفاء الأشخاص، أن تقييم فريق الخبراء الدولي لنظام الطب الشرعي في السودان كما نص تقريره، أشار لافتقار السودان لنظام طب شرعي حقيقي ذو كفاءة ومصداقية ولا تتبع إجراءات التشريح معايير الطب الشرعي الدولية، لافتاً إلى أنها بحاجة لإصلاح على نطاق واسع، مع وضع الخبراء لتوصيات قصيرة المدى ومتوسطة وبعيدة المدى لعملية إصلاح شامل لنظام الطب الشرعي في السودان مقترنة بالحاجة إلى التدخل العاجل وإعادة بنائه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى